الدلالات التاريخية والفنية لقوس الصرافين وتجار لحوم الأبقار في فورم بواريوم بروما

Abstract

أقيم هذا القوس على شرف الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وكامل أفراد أسرته من قبل تجار لحوم الأبقار والصرافين (argentarii et negotiantes boirii) , في فورم بواريوم (Forum Boarium) ، سنة: 204م. أي: بعد مرور عشر سنوات على تولي سيبتيموس العرش، استطاع فيها هذا الإمبراطور الإفريقي الأصل هزيمة أهم منافسيه على السلطة, بسكينيوس نيجر Pescennius Nigerبموقعة إسوس (Issus) جنوب الأناضول، في العام: 194م، وكلوديوس البينوس Clodius Albinus)) في معركة ليون (Lyon)  جنوب شرق فرنسا في العام: 197م، وفي صيف: 197م، توجه لمحاربة الفرس أعداء روما التقليديين الذين استغلوا فرصة وجود الإمبراطور في الغرب، وقاموا بمحاصرة نصيبين Nisibs)) التي أنشأها سيبتيموس في العام: 195م، فقام بتحريرها، واستولى على عاصمتهم قطيسفون Ctésiphon)) في العام:  198م. ومن هنا أكد من جديد للعالم قوة روما وعظمتها. والأهم من ذلك كله أنه أعاد الرخاء والسلام لعاصمة الإمبراطورية – بعد مرحلة من التدهور في زمن الإمبراطور كمودوس، وتبعيات مقتله- وجعل من حكمه امتداد لحكم الأباطرة الأنطونيين من خلال نسب نفسه إليهم، وفي العام:  202م دخل إلى روما بعد غياب دام لأكثر من أربع سنوات، واستُقبل استقبالًا مهيبًا، وبهذه المناسبة احتفل بزواج ابنه كاراكلا من بلوتيلا ابنة بلوتيانوس قائد الحرس الإمبراطوري، وابن لبدة مسقط رأس الإمبراطور، وفي العام: 203م أقيم له قوس في الفورم الروماني بالعاصمة روما من قبل مجلس الشيوخ والشعب الروماني ( Romanus. Senatus Populus Que )، وفي العام: 204م احتفل الإمبراطور بالألعاب القرنيةLaudi Saeculare )  ) مدشنًا بداية قرن جديد، وهي ذات السنة التي أقيم فيها المبنى قيد الدراسة من قبل هيئة اقتصادية اجتماعية جاء ليكرس مآثر هذه الأسرة ودورها في ازدهار العاصمة، وربما أيضًا لامتياز تحصل عليه المكرِّسين أنفسهم. ومع صغر حجم هذا المبنى مقارنةً بالأقواس المكرسة للأباطرة الرومان، واختلافه عنها معمارياً، فإنه قدَّم أنموذجا فريدًا ومهمًا؛ لما تضمنه من مواضيع فنية من خلال دراستها يمكن تتبع مظاهر الاتجاهات الفنية للعهد السيفيري، وكذلك بما احتواه من مسائل تاريخية، من خلال مناقشتها  تجعل منه وثيقة تاريخية مهمة لهذه الفترة، وفي هذا يكمن الهدف والسبب من اختيار هذا المبنى موضوعًا للبحث. ونرى أن الدراسة ستكون لها أهميتها الخاصة؛ لكونها حسب علمنا أول دراسة تقدم باللغة العربية عن هذا المبنى.