المواجهة الجنائية لاستخدام العملات المشفرة في تمويل الإرهاب

Abstract

نتيجة طبيعية للتطور التقني المتسارع ظهرت تقنية البلوك تشين  Block chain، وفرضت نفسها علي ثورة التكنولوجيا في مجال المعاملات الآمنة، لاحتوائها علي قاعدة بيانات لا مركزية مكونه من مجموعة من الكتل المترابطة والمتسلسلة والمشفرة تحتوي بداخلها علي بيانات ومعلومات يصعب اختراقها .  وبرز ما يسمي بالعملات المُشفرة، وعلي رأسها البيتكوين Bitcoin   كأول تطبيق عملي لاستخدام تقنية البلوك تشين، عام 2008 علي يد المخترع الياباني ساتوشي ناكاموتو.   وكأي جديد لم تحمل العملات المُشفرة في طياتها ميزات إيجابية فقط، لكنها أفرزت بعض المساوئ أهمها استعمالها بشكل غير مشروع لغرض ارتكاب بعض الجرائم، كتمويل الإرهاب، إذ أن التقنية المتبعة في التعامل بتلك العملات تخفى الهوية الحقيقية للدافع والمتلقي وراء رمز رقمي.  ولذلك فتعُد العملات المُشفرة من أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه الأمن القومي، فهذه الجرائم لها آثار ضارة تطال كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، لاعتماد التنظيمات الإرهابية عليها في عمليات التمويل والدعم والتدريب والاستقطاب والتنفيذ، والتي قد تمثل ممراً خلفياً للتمويل بعيداً عن أعين الرقابة ورصد التدفقات المالية عبر البنوك المركزية ، بعد أن قوضت الدولة عمليات التمويل التقليدية للإرهاب والجرائم المنظمة عموماً.  ومن أجل ذلك كله أصبح الأمر يتطلب ضرورة وضع تشريعات قانونية وخطط استراتيجية جديدة تتضمن فكراً قانونياً وأمنياً وأساليب مغايرة لتلك الاستراتيجيات التي كانت توضع لمواجهة الجرائم التقليدية مع الاستعانة بكل ما توصل إليه البحث العلمي في هذا المجال التقني وتهيئة المناخ المناسب لتحقيق أكبر فائدة من تطبيق هذه الاستراتيجيات، للتصدي لظاهرة تداول العملات المُشفرة بطريقة غير مشروعة. ولذلك فتشمل خطة الدراسة بحث دور العملات المُشفرة في تمويل الإرهاب.