التعبئة الحكومية واثرها على اعداد المزارعين في فرنسا خلال سنوات الحرب العالمية الاولى (1914-1918)

Abstract

     تأتي اهمية تناول جزء من تاريخ فرنسا مرتبط بالجانب الزراعي لأهميته في منح فرنسا القوى الاقتصادية، كونه النشاط الذي يمارسه القسم الاكبر من الشعب الفرنسي، لأسباب ارتبطت بالعوامل الجغرافية والمناخية المتنوعة، مع قيام الحرب العالمية الاولى(1914-1918)م عمدت الحكومة الفرنسية الى اعلان التعبئة العامة لتامين متطلبات الحرب، ترك ذلك القرار اثاره الواضحة منذ الايام الاولى لتنفيذه على انخفاض اعداد المزارعين في فرنسا، حينما تم تعبئة ما يقرب من (1,532,941) مزارعا من مجموع عدد القوى العاملة بحسب احصائيات عام 1913م والبالغة (3,703,192) رجلا موزعين على مختلف النشاطات الاقتصادية ، ولأجل معالجة تلك المسألة، عمدت الحكومة الفرنسية طوال سنوات الحرب الى اتخاذ عدد من الاجراءات، توزعت بين الاعتماد على المحليين، والتي ظهرت بنشاط مكتب العمل الوطني الذي تمكن من توفير ما يقرب من (13,794) مزارعا، والعمل المشترك بين وزارة الزراعة والحرب بهدف تنظيم الاجازات للمزارعين واصحاب المهن المرتبطة بالزراعة وفق مدد محددة بمواسم الحرث او الحصاد او تأجيل التعبئة لمواليد معينة التي يتزامن تجنيدها بمواقيت خاصة بالزراعة، فضلا عن تأهيل المعاقين من المزارعين بهدف امكانية عودة ممارستهم للزراعة او اشراك طلبة المدارس في نشاطات زراعية، في حين كان القسم الاخر من تعويض نقص المزارعين بالاعتماد على المزارعين الاجانب، من خلال تنظيم الهجرة من الدول المجاورة وفي مقدمتها اسبانيا والبرتغال لأسباب تتعلق بسهولة الانتقال وتوفر اليد العاملة في الزراعة، والاتجاه الى المستعمرات الفرنسية وفي مقدمتها الجزائر، والعمل على استغلال اسرى الحرب في النشاطات الاقتصادية ومنها الزراعة.      مع الجهود الواضحة التي بذلتها الحكومة الفرنسية لمعالجة نقص اعداد المزارعين، فان النتائج المرجوة منها كانت من الناحية العملية غير جيدة في معالجة حجم المشكلة الكبيرة – نقص اعداد المزارعين - التي عانت منها الزراعة خلال سنوات الحرب، وبالتالي كان انعكاس قرار التعبئة ذا تأثير سلبي كبير على مستويات الانتاج الزراعي والحيواني، والدافع الاهم في توجه الحكومة الفرنسية وبنشاط تجاري خارجي لتامين منتجات الزراعة الاساسية بعد عدم امكانية الانتاج المحلي لتامين تلك المنتجات الزراعية.