بدائل وخيارات العراق الجيوبولتيكية مع تبدلات القوة الاقليمية

Abstract

تتعامل الولايات المتحدة مع منطقة الشرق الأوسط  وفق حاجاتها ومصالحها التي تقتضي فرض واقع الاستقرار في المنطقة، فكما ان التوتر الدائم فيها أحد متطلبات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي سابقا، فإن الاستقرار فيها أحد المتطلبات الأساسية لتكريس قدرتها في الهيمنة على العالم وفرض شروطها على حلفائها الأساسيين في أوروبا والشرق الاوسط على السواء.  يمثل العراق، وفقا لمعايير الامن الاقليمي ، اهم المرتكزات بل انه عامل التوازن الأهم ، والذي من دونه او بحال ضعفه تشهد المنظومة الأمنية اختلالا بمعادلات الامن العربي والاقليمي والدولي على حد سواء الامر الذي حصل وربما يستمر عند غياب الدور العراقي منذ الاحتلال الامريكي2003  والاستمرار بسياسة اضعافه.ومع ما افرزته المسارات المتناقضة احيانا مع مصالح الامن الاقليمي و مصالح العراق الذاتية من جهة اخرى كمألات القضية الفلسطينية او التأرجح بين ايران والولايات المتحدة والجامعة العربية . لقد كان الاتحاد السوفيتي السابق والمجموعة الشرقية في عصر التوازن الثنائي أحد البدائل أمام بعض الدول العربية ومنها العراق لتقليص مساحة الهيمنة الغربية. على أنه لا يمكن الحسم بشأن الصراع الجاري في الشرق الأوسط، ولا تحديد جهة الربح والخسارة فيه، لا من الاقطاب الدولية ولا من الأطراف الإقليمية الفاعلة، فهو صراع مفتوح زمانيا ومكانيا ونوعيا، أي أنه نوع من الصراعات التاريخية التي يمكن أن تحدد شكل المنطقة وتشكيل مجتمعاتها للعقود القادمة. وهذا البحث محاولة لتلمس الخيارات الجيوسياسية المتاحة للعراق في هذا المعترك المعقد .