Author:
عيسى ميلود عبد الله د.جمال
Abstract
تعد وسائل الإعلام مصدرًا أساسيا للمعلومات التي يحصل عليها الجمهور عن الشئون العامة والقضايا السياسية كما تعد وسائل الإعلام أداة أساسية في صناعة الرأي العام وتشكيل اتجاهاته نحو القضايا المختلفة، حيث إن وسائل الإعلام تسهم بشكل أساسي في خلق المعنى للقضايا المطروحة من خلال إمداد الجمهور بالأخبار والآراء إزاء تلك القضايا بما يمكن الجمهور من تكوين مواقف واتجاهات حيالها واتخاذ سلوكيات بشأنها.
ولكن أصبحت وسائل الإعلام في بعض الأحيان في عرضها وتفسيرها للأحداث والقضايا لا تقف موقفًا محايدًا ولكنها تعد نفسها طرفًا مشاركًا في تلك الأحداث، فقد تقوم بتعميق الصراع بين الأطراف المتنافسة وتأجيج الخلافات بين القوى السياسية المختلفة والجمهور، مما يعمل على خلق بيئة مستقطبة سياسيا.
فوسائل الإعلام من خلال تحيزها أحيانًا لأحد جوانب الصراع في مقابل رفض الجانب الآخر وإلصاق الجوانب السلبية له، فإنها بذلك تعمل على تقسيم المجتمع إلى مجموعات متعارضة في آرائها السياسية ومعادية لأي آراء أخرى، وهو ما يعمل على فقدان أي نقطة مشتركة للتفاهم السياسي بين تلك المجموعات، وهذا من شأنه أن يعزز الانقسام السياسي بين الجمهور وتكريس حالة الاستقطاب السياسي.
وقد انعكست حالة الاستقطاب الحاد بين الجماعات السياسية المتنافسة في ليبيا على الأداء المهني للإعلام، والذي يقوم في أغلبه على الملكية الخاصة، حيث إن هذا الإعلام افتقد في معظم وسائله وخاصة القنوات التليفزيونية الفضائية إلى الأسس الموضوعية في مقاربته للأحداث، وقد كان واضحا الانحياز الصريح والدعائي لبعض المؤسسات لطرف دون طرف، وانتهاج خطاب الكراهية في تناولها الشأن الليبي وقضايا الصراع السياسي الليبي.